قيام العين بوظيفتها الطبيعية يتوقف على عدة عوامل يجب توافرها، من بينها ضغط العين الطبيعي الذي يضمن عمل كافة مكونات العين بكفاءة بما يمنع معاناة خلل الرؤية.

نستعرض في هذا المقال كافة المعلومات حول اسباب ارتفاع ضغط العين، ونشير إلى المضاعفات المحتملة لارتفاعه فترات طويلة دون الحصول على التدخل الطبي المناسب.

ما هو ضغط العين الطبيعي؟

يفصل بين مكونات العين المختلفة مجموعة من السوائل التي تضمن عملها بكفاءة، وتقيها من الجفاف والضرر الناتج من دخول الأجسام أو الجراثيم فيها، ويسمى الضغط الذي تسببه هذه السوائل المائية على أجزاء العين الصلبة -خاصة القرنية والقزحية وعدسة العين- بضغط العين.

وتتحكم أجسادنا تلقائيًا في ضغط العين ومعدله الطبيعي الذي يبلغ نحو 10-20 ملم زئبق، وذلك عبر التخلص من السوائل الزائدة الموجودة في العين من خلال قنوات التصريف الموجودة في زواياها.

ما أسباب ارتفاع ضغط العين الطبيعي عن معدله؟

يعاني المريض ارتفاع ضغط العين عندما يبلغ معدل الضغط نحو 21 ملم زئبق أو أكثر، وترجع الأسباب الأساسية وراء ارتفاع ضغط العين عن معدله الطبيعي إلى ما يلي:

  • معاناة خلل في تصريف السوائل الزائدة من العين بسبب انسداد قنوات التصريف.
  • إنتاج كمية كبيرة من السوائل داخل العين.
  • الآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية، مثل الكورتيزون.
  • إصابات العين.

وقد يعاني البعض ارتفاع ضغط العين الطبيعي عن معدله دون وجود أي من الأسباب السابقة، فتزيد احتمالية معاناة تلك المشكلة لدى مصابي الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري، كذلك تزيد لدى الخاضعين لجراحات العيون السابقة، كما تزيد احتمالية الإصابة مع تقدم العمر.

هل توجد علاقة بين ارتفاع ضغط العين والصداع؟

ينتشر اعتقاد خاطئ متمثل في وجود علاقة بين ارتفاع ضغط العين والصداع، وفي الحقيقة لا يسبب ارتفاع ضغط العين أعراضًا واضحة، إذ يكتشف الطبيب إصابة مريضه صدفة في أثناء إجراء الفحوصات الدورية.

وعادة ما يرتبط الشعور بالألم والضغط خلف العين بحالات صحية أخرى لا علاقة لها بالعين، منها أنواع الصداع المختلفة، مثل الصداع النصفي أو الصداع العنقودي، كما يرتبط أيضًا بالتهابات الجيوب الأنفية، ومشكلات الأسنان.

مخاطر ارتفاع ضغط العين المتوقعة

تكمن خطورة ارتفاع ضغط العين في عدم تسببه في ظهور أي أعراض -كما ذكرنا مسبقًا-، لذا قد لا يمكن اكتشافه إلا في مرحلة متقدمة من المرض، ويؤدي استمرار ضغط السوائل على مكونات العين المختلفة إلى عدة مضاعفات، منها:

  • الإصابة بمرض الجلوكوما (المياه الزرقاء).
  • تلف العصب البصري وفقدان البصر.

أهمية الفحص الدوري للعين

يوصي الأطباء مرضاهم بضرورة الخضوع لفحوصات العين الدورية بهدف الاطمئنان على صحتها، ومتابعة تطورات أي حالات مرضية قد تعتريها، ومن بين هذه الفحوصات فحص قاع العين الذي يساعد الطبيب على التنبؤ بالإصابة بمشكلات العين المحتملة، مثل ارتفاع ضغط العين، وتضرر العصب البصري، وأمراض الشبكية.

بعد أن تحدثنا خلال المقال عن ضغط العين الطبيعي ومضاعفات ارتفاعه نود تأكيد ضرورة علاج هذه المشكلة مبكرًا، وذلك عبر الخضوع للفحوصات الدورية للعين، واستشارة طبيب العيون المتخصص فور ملاحظة أي أعراض، تجنبًا للمخاطر المحتملة التابعة لتطور المشكلة، وحفاظًا على صحة العين.