
الجزر يساعد في تقوية العصب البصري: حقيقة أم خرافة؟
يؤثر نمط الطعام الذي يتبعه الفرد في صحة العين، فكلما احتوت الوجبة على أطعمة صحية انخفضت احتمالية إصابته بأمراض العين، ومن بينها ضعف العصب البصري.
وانطلاقًا من المثل الشعبي الشائع “الجزر يقوي النظر”، نناقش في هذا المقال مدى صحة فرضية تقوية العصب البصري اعتمادًا على الجزر، والخضراوات عامة.
هل يساعد الجزر في تقوية العصب البصري حقًا؟
في الحرب العالمية الثانية استطاع السلاح الجوي الملكي البريطاني استهداف طائرات العدو بجدارة على بعد أميال، وأعاد عديد من المحللين سبب قوة الإبصار عند الطيارين آنذاك إلى كثرة تناولهم للجزر، ولا تزال تلك الفكرة منتشرة حتى الآن.
ويُعَد الجزر مصدرًا غنيًا بمادة “بيتا كاروتين”، وهي مادة تتحول داخل الجسم إلى فيتامين (أ)، الذي يعمل كمضاد للأكسدة يحمي العين من التلف، ويقضي على الشوارد الحرة الناتجة عن عملية الأكسدة في الجسم. الشوارد (الجذور) الحرة هي جزيئات غير مستقرة تسبب أضرارًا عدة للجسم، مثل إتلاف الخلايا والبروتينات والحمض النووي، ما يسبب معاناة الأمراض المختلفة.
ويتسبب نقص مادة “بيتا كاروتين” في انخفاض نسبة فيتامين (أ)، ما يؤدي إلى معاناة ضعف الرؤية، خاصة الرؤية الليلية. إذن فالجزر -كما يشاع عنه- قد يساعد بنسبة ما في تقوية العصب البصري، ويشكل نقصانه خطورة على مستوى الإبصار.
اقرأ أيضًا: فحص قاع العين.
الجزر ليس طعامًا سحريًا ولا يمنع جميع أسباب ضعف العصب البصري
ورغم تناول بعض الأفراد كثيرًا من الجزر، قد يعاني أولئك ضعفًا في الرؤية، فما السبب؟
في الحقيقة لا تنحصر أسباب ضعف عصب العين في نقص فيتامين (أ) فقط، إنما توجد عوامل أخرى تؤثر في جودة الرؤية، أبرزها:
- تعرض العين للإشعاعات القوية، مثل التعرض لأشعة الشمس المباشرة.
- إدمان المشروبات الكحولية.
- سوء التغذية، واتباع عادات صحية غير سليمة.
- الإصابة بمرض السكري، وبعض أنواع العدوى الفيروسية أو البكتيرية.
- نمو الأورام في العين، أو في المناطق المجاورة لها.
يستطيع الجزر مجابهة أحد أسباب ضعف العصب البصري، وهو الأكسدة، لكنه يعجز عن القضاء على الأسباب الأخرى، لذلك لا يمكن للفرد الاعتماد عليه بمفرده بهدف تقوية العصب البصري.
وسائل تسهم في تقوية العصب البصري
إضافة إلى تناول الجزر، ينبغي للفرد اتباع النصائح التالية للحفاظ على حاسة الإبصار لديه:
ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج من المنزل
تؤثر أشعة الشمس فوق البنفسجية سلبًا في صحة العين، وتزيد احتمالية إصابتها بالمياه البيضاء والضمور البقعي، وغيرهما من أمراض العيون.
لذلك ينصح أطباء العيون بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات ذروتها (بين العاشرة صباحًا والثانية ظهرًا) قدر المستطاع، وإن اضطر للخروج في هذا التوقيت فعليه استخدام النظارات الشمسية المصممة للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية.
اقرأ أيضًا: علاج عصب العين.
الحرص على عدم إجهاد العين
من الضروري أن نحرص على إراحة العين من خلال تجنب الجلوس أمام الكمبيوتر والتلفاز والموبايل ساعات طويلة متصلة، لأن الأشعة المنبعثة من هذه الشاشات تُجهد العين.
الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية
ذكرنا سابقًا أن ضعف العصب البصري قد ينجم عن الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل السكري، ولتخفيف ضرر هذه الأمراض يُنصح بالانتظام على ممارسة التمارين الرياضية.
الإقلاع عن التدخين
يضر النيكوتين بصحة أعضاء الجسم المختلفة، ومن بينها العين، لذلك يمكن تقوية العصب البصري -أو بمعنى أدق الحفاظ عليه- عبر الإقلاع عن التدخين.
الحرص على تناول الأطعمة الصحية
ينبغي أن تحتوي وجبات الطعام على الأحماض الدهنية والفيتامينات ذات التأثير الفعال في تقوية العصب البصري، ومن الأطعمة التي يُفضل تناولها بكثرة لتحقيق هذا الغرض:
- الأسماك.
- البروكلي.
- المكسرات.
- الخضراوات الخضراء، مثل السبانخ.
الحرص على زيارة طبيب العيون دوريًا
من أفضل الوسائل التي تسهم في الحفاظ على صحة حاسة الإبصار الحرص على إجراء الفحوصات الطبية بانتظام، بهدف علاج المشكلات التي تصيب العين مبكرًا قبل تطورها إلى أمراض أكثر خطورة.
خلاصة القول: قد يساعد الجزر حقًا في تقوية العصب البصري، لكنه لا يعد أسلوبًا علاجيًا صريحًا، ولا يعد العامل الوحيد الذي يسهم في الوقاية من المشكلة، لذا ينبغي لنا الحرص على الالتزام بالتعليمات السابق ذكرها للحفاظ على صحة العين.