امراض شبكية العين الوراثية وغير الوراثية
يتحكم في نمو الجنين في رحم الأم مجموعة من الجينات الموروثة من الأبوين، فكل عضو من أعضاء جسم الجنين له مجموعة من الجينات تتحكم في نموه ووظيفته. عند وجود خلل تلك الجينات فإن ذلك يؤثر سلبيًا في نمو ووظيفة الأعضاء مما يؤدي لإصابة الطفل بكثير من الأمراض.
وبنفس الكيفية يوجد مجموعة من الجينات التي تتحكم في نمو ووظيفة أجزاء العين المختلفة، ومن ضمنها شبكية العين، فعندما يحدث خلل في الجينات المتحكمة في شبكية العين يؤدي ذلك لإصابة الجنين بـ امراض شبكية العين الوراثية وهي نادرة الحدوث، لكنها تؤثر بشدة في جودة حياة الطفل.
لذلك سيتحدث هذا المقال عن امراض شبكية العين الوراثية وعن الفرق بينها وبين الأمراض غير الوراثية.
لمحة سريعة عن أمراض شبكية العين الوراثية
قبل الحديث عن هذه الأمراض ينبغي معرفة أهمية شبكية العين، فهي الجزء الذي يقوم بتحويل الصورة الضوئية إلى إشارة عصبية، ويرسلها إلى مركز الرؤية في المخ عن طريق العصب البصري، ليترجمها المخ إلى صورة واضحة يراها الشخص.
امراض شبكية العين الوراثية هي مجموعة من الأمراض التي تُسبب ضعف الإبصار وقد تُسبب العمى، وكل واحد من هذه الأمراض ينتج عن وجود خلل في جين واحد أو أكثر، فعلى سبيل المثال يوجد مرض وراثي يُسمى التهاب الشبكية الصباغي ينتج عن وجود خلل في 60 جينًا، والجين هو الجزيء المسؤول عن الوراثة في الكائنات الحية.
تؤثر أمراض الشبكية على الأشخاص من مختلف الأعمار بمعدلات مختلفة، وأغلب تلك الأمراض من النوع الذي تسوء أعراضه مع مرور الزمن.
أنواع أمراض شبكية العين الوراثية
يوجد الكثير من امراض شبكية العين الوراثية ومنها على سبيل المثال:
- التهاب الشبكية الصباغي (اضطراب وراثي يؤثر في رؤية المريض ويؤدي إلى ظهور بقعة مُلونة في قاع العين يكتشفها الطبيب عبر فحص قاع العين بالميكروسكوب).
- الحثل المخروطي (Rod dystrophy) (مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على الخلايا المخروطية الحساسة للضوء في شبكية العين).
- متلازمة آشر (اضطراب وراثي يؤثر على حاستي السمع والبصر في آن واحد، ويؤدي إلى ضعفهما أو فقدهما تمامًا).
- مرض باتن (مرض يُسبب اضطرابات في الجهاز العصبي ويؤدي إلى حدوث تدهور مُستمر في أجهزة جسم المريض مما قد يُسبب العمى أو فقدان النطق والشلل).
- متلازمة ألبورت (مرض وراثي يؤثر في الكلى وحاستي السمع والبصر، وقد يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر).
قد يُصاب الطفل بـ امراض الشبكية الوراثية كأثر جانبي للإصابة بمتلازمة أو أمراض أخرى تُصيب أجزاء الجسم المختلفة، لذلك يجب إجراء فحص شامل لجسم الطفل بعد تشخيصه بأحد أمراض الشبكية للاطمئنان عليه.
الفرق بين الأمراض الوراثية وغير الوراثية
تتشابه أعراض امراض شبكية العين الوراثية مع غير الوراثية، لكن يختلفان في سرعة تطورهما، فغالبًا ما تتطور أعراض أمراض الشبكية الوراثية بسرعة شديدة، أما أعراض الأمراض غير الوراثية، فهي تتطور ببطء وتستغرق سنوات عديدة حتى تظهر، وتلك الأعراض تشمل:
- صعوبة الرؤية في الليل أو الأماكن ضعيفة الإضاءة.
- ضعف الرؤية الجانبية مما يُسبب كثرة الاصطدام بالأشخاص والأشياء.
- صعوبة الرؤية في الأماكن ذات الإضاءات العالية.
- ضعف الرؤية المركزية مما يُسبب صعوبة القراءة أو تمييز الوجوه والتفاصيل الدقيقة.
- عدم القدرة على رؤية كل الألوان أو التمييز بينها.
- ضعف الرؤية التدريجي.
- رؤية هالات ووهج حول مصادر الأضواء.
- زيادة الحساسية للضوء.
- نزول ستار أسود على العين يحجب الرؤية.
علاج أمراض شبكية العين
الأهم من العلاج هو الوقاية من الإصابة بالمرض، وتعد الوقاية من امراض شبكية العين الوراثية أمرًا صعبًا، لكن يمكن تفادي الإصابة بالأمراض غير الوراثية، فمثلًا يمكن الوقاية من انفصال الشبكية عن طريق تجنب التعرض للصدمات المباشرة، والتحكم في مستوى السكر في الدم.
يقع علاج الشبكية بين الممكن والخرافات، فتوجد الكثير من الخرافات الواجب تجنب اتباعها، مثل: استخدام المواد الكيميائية والوصفات العشبية مباشرة على العين، فمن الأفضل استشارة طبيب العيون لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب لها قبل تطور المرض.
الخلاصة
إنَّ امراض شبكية العين الوراثية متعددة وخطيرة، لذلك يجب على المريض استشارة طبيب العيون في حالة ظهور أي من أعراض هذه الأمراض للخضوع للفحص وتحديد العلاج المناسب مبكرًا لمنع تطور المشكلة.
اقرأ أيضاً:
Related Posts
اترك تعليقاً إلغاء الرد
تواصل معنا
اتصل بنا
الخط الساخن: 16178