كيف تهدد أعراض التهاب شبكية العين صحة أطفالنا المستقبليين؟
في أروقة المستشفيات، يقبع الكثير من المرضى المصابين بمرض السكري، الذين إذا حاولت إجراء حديث مع البعض منهم، فتسمع من أغلبهم هذه الجملة: “لقد أُصبت بمرض السكري بسبب الوراثة، فأجدادي مصابون بهذا المرض أيضًا”.
تتحكم الجينات بصورة كبيرة في حياتنا وفي حالتنا الصحية، فعلى الرغم من مسؤوليتها عن نقل الصفات الجسدية الأساسية، مثل لون العين، وشكل الفم والأنف، وطول الجسم، تنقل تلك الجينات الأمراض التي أصابت أبائنا وأجدادنا. والسؤال الذي نطرحه اليوم: هل للجينات علاقة بمعاناة البعض أعراض التهاب شبكية العين؟ وهل يمكن الوقاية منها عبر إجراء الفحص الجيني؟
نبذة قصيرة عن التهاب شبكية العين
التهاب شبكية العين مرض يصيب الجزء الخلفي منها، الذي يتضمن الخلايا المسؤولة عن نقل الصورة إلى الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى معاناة المصابين الأعراض التالية:
- صعوبة الرؤية خلال الليل.
- ضعف الرؤية الجانبية.
- الرؤية النفقية (القدرة على رؤية الأشياء التي تواجه العين مباشرة، دون رؤية ما يحيط بها)، وهو عرض يعانيه المصابون بحالات متقدمة من التهاب الشبكية.
- عدم القدرة على تحديد ألوان الأجسام.
- الحساسية تجاه الأضواء الساطعة.
وتؤدي الإصابة بالتهاب شبكية العين إلى ضعف البصر التدريجي، إلا أنها لا تسبب العمى الكلي.
لماذا يعاني البعض أعراض التهاب شبكية العين؟
كما أشرنا خلال السطور السابقة، يكتسب الفرد الصفات الجسدية التي تميزه من الجينات، وتنحدر تلك الجينات من العوامل الوراثية التي تحملها نُطَف الأبوين (الحيوان المنوي من الأب، والبويضة من الأم). وقد تُصاب الجينات بالخلل، وهي مشكلة تُدعى “الطفرات الجينية”، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض عدة، منها أمراض العيون، التي تتضمن أمراض الشبكية التي تؤدي إلى معاناة أعراض التهاب شبكية العين.
وبناء على ما سبق نستنتج أن أعراض التهاب شبكية العين تنتج عن العوامل الوراثية، وفي السطور القادمة نستعرض مدى احتمالية إصابة أطفالنا بتلك المشكلة.
نسبة ظهور أعراض التهاب شبكية العين في أفراد الجيل القادم
قد لا يعاني الأبناء أي مشكلات وراثية رغم إصابة الأب أو الأم، وقد يعاني الطفل المشكلة رغم عدم ظهورها على أي من الأبوين، ما يعني أن نسبة الإصابة بالمرض تختلف ما بين حالة وأخرى، وهو ما نناقشه تاليًا.
احتمالات معاناة الطفل اعراض التهاب الشبكية في حال إصابة أحد الأبوين
لنفترض أن أحد الأبوين مصاب بالمرض ويعاني اعراض التهاب شبكية العين، بينما الآخر صحيح معافى، في هذه الحالة تصير نسبة ظهور المرض 50%، أي أن احتمال أن يولد الطفل بالمرض مساوية لاحتمال أن يولد معافًا.
احتمالات معاناة اعراض التهاب الشبكية في حال عدم إصابة أي من الأبوين
عدم معاناة والدي الطفل اعراض التهاب الشبكية رغم إصابة الجدود أو الجدات لا يعني عدم امتلاكهم الجينات المُسببة للمرض، فقد يكونوا مصابين دون ظهور أعراض، فيصبحون “ناقلين للمرض” أو “حاملين للمرض” (Carrier)، هنا تتعدد احتمالات إصابة الطفل بالمشكلة طبقًا لما يلي:
- قد يولد الطفل مصابًا بالمرض بنسبة 25%.
- قد يكون الطفل ناقلًا للمرض، فلا تظهر عليه أي أعراض، وتصل احتمالية ذلك الأمر إلى نسبة 50%.
- قد يولد الطفل سليمًا دون امتلاك جينات المرض بنسبة 25%.
كيف يشخص الأطباء التهاب شبكية العين؟
يلجأ الأطباء إلى إجراء عدد من الفحوصات التي تهدف إلى تشخيص المرض، تتضمن:
- فحص العيون المتوسعة: يضع الطبيب قطرة خاصة في عين المريض بهدف زيادة اتساع الحدقة، من أجل فحص العين بدقة أكبر.
- فحص كهربية الشبكية لقياس استجابة الشبكية للضوء.
- الأشعة المقطعية لفحص الشبكية.
- تصوير قاع العين.
- الفحص الجيني.
أهمية الفحص الجيني في التنبؤ بأعراض التهاب شبكية العين
قد يقترح الطبيب خضوعك للفحص الجيني، وهو فحص يهدف إلى التعرف على الخصائص الجينية للمصاب، ما يزيد من تعرف الطبيب على مدى تطور المرض، ويساعد على توقع تتطور أعراض المرض، بالتالي تحديد الوسائل العلاجية المناسبة للحد من تلك الأعراض.
إلى هنا ينتهي مقالنا، الذي ذكرنا خلاله أهم اعراض التهاب شبكية العين، وتحدثنا فيه عن الوسائل المختلفة لتشخيص المرض والحد من تطوراته.
وندعوكم الآن إلى تصفح مدونة موقع الدكتور إيهاب عبد العزيز -استشاري أمراض العيون والشبكية، وزميل كلية الجراحين الملكية بجلاسكو- للتعرف على أحدث وسائل علاج أمراض العيون، منها: علاج انفصال الشبكية و علاج نزيف العين، كما يمكنكم الاطلاع على كافة المعلومات المفيدة للوقاية من الإصابة بتلك الأمراض.