اسباب جلطة العين وعلاجها .. التدخين والكورونا ضمن أهم الأسباب!
بمجرد سماعك عن شخصٍ ما أصيب بـ “جلطة”، فأول ما قد يخطر ببالك هو الجلطة القلبية أو السكتة الدماغية، وذلك للارتباط الوثيق بين الجلطات ومشكلات الأوعية الدموية. ولكن هل سمعت يومًا عن جلطة العين؟
نعم، قد تصيبك الدهشة عندما تجد أحد الأشخاص يبحث عن اسباب جلطة العين وعلاجها، فهو بالفعل أمرٌ نادر الحدوث، إلا أن بعض المرضى يتعرضون -بالفعل- لهذه المشكلة، وحينئذ يكونون في خطر فقدان أبصارهم بالكامل!
في هذا المقال يوضّح لنا الدكتور إيهاب عبد العزيز -استشاري طب وجراحة العيون والمتخصص في أمراض الشبكية- ماهية جلطة العين وأعراضها، والعوامل التي تؤدي للإصابة بها، والوسائل العلاجية المتّبعة.
ما هي جلطة العين؟
يُقصد بجلطة العين الانسداد الذي يحدث داخل أحد الأوعية الدموية المغذية للشبكية (الشرايين)، أو الأوعية الدموية التي تصرف الدم غير المؤكسد من الشبكية (الأوردة).
إذا فحديثنا عن جلطة العين نعني به الجلطات المتعلقة بالشبكية.. ذلك العضو المليء بالأوعية الدموية، والأعصاب المسؤولة عن تحويل الضوء الذي تستقبله العين إلى إشارات كهربائية وكيميائية تنتقل عبر العصب البصري حتى تصل إلى المخ لنتمكّن من رؤية الأجسام من حولنا.
وقبل معرفة اسباب جلطة العين وعلاجها، نودّ أن نبرز لكم أهم أعراض هذه الجلطة حتى لا يختلط عليكم الأمر بين أعراضها وأعراض أمراض العين الأخرى، فجلطة العين تتطلب التدخل الطبّي العاجل فور ظهور أعراضها، وهو ما قد لا يكون ضروريًا في حالات مختلفة من أمراض العيون.
ما هي اعراض جلطة العين؟
تختلف اعراض جلطة العين وفقًا لنوع الجلطة التي تصيب المريض، وتنقسم جلطات العين إلى نوعين: جلطات الشرايين المغذية للشبكية، وجلطات الأوردة الخارجة من الشبكية، وتظهر أعراضهما على النحو التالي:
أعراض جلطة الشرايين المغذية للشبكية
تُعَد جلطة شرايين الشبكية من أخطر أنواع الجلطات التي تصيب العين، فهي مصدر التغذية الوحيد للشبكية، وعند انسداد أحد هذه الشرايين يتأثر الجزء الذي انقطعت عنه التغذية، ويزداد الخطر في حال انسداد الشريان الرئيس المغذّي للشبكية.
ويتمثل العَرَض الرئيسي لجلطة شريان العين في الانخفاض المفاجئ في مستوى الرؤية، وربما يكون هذا الانخفاض تدريجيًا أو بسيطًا إذا أصابت الجلطة الشرايين الفرعية. وعادة ما ينخفض مستوى الرؤية في غضون ساعات إلى أيام، خاصة إن لم يزر المريض الطبيب المتخصص سريعًا لمعرفة اسباب جلطة العين وعلاجها بالطريقة المناسبة.
ولا تستمر اعراض جلطة العين بعد علاج انسداد الشريان، لكن غالبًا ما يؤدي تلف أنسجة الشبكية إلى عدم عودة الرؤية المرتبطة بهذه المنطقة المتضررة.
أعراض جلطة أوردة الشبكية
تختلف طبيعة جلطة الوريد عن جلطة الشريان، لأن جلطة الوريد لا تؤثر في تغذية الشبكية، بالتالي تبقى وظيفتها كما هي، إلا أنها تُسبب زيادة ضغط العين، وتؤثر في العصب البصري بالسلب فيضعف تدريجيًا، كما تُسبب ارتشاح مركز الإبصار.
وتظهر أعراض جلطة وريد الشبكية في صورة انخفاضٍ جزئي في مستوى الرؤية على فترات متباعدة، على عكس جلطة الشريان التي يظهر تأثيرها في غضون ساعات أو أيام معدودة.
وبسبب تأثير جلطة الوريد في أنسجة الشبكية وتسببها في ارتشاح مركز الإبصار، فمن الممكن أن تستمر الأعراض حتى بعد علاج الجلطة، وحينها يلجأ الطبيب إلى علاج الارتشاح الناتج عن إهمال علاج الجلطة من البداية.
ما هي اسباب جلطة العين وعلاجها؟
تعرّفنا على طبيعة الجلطة والأعراض المصاحبة لها، فهيّا بنا نتعرف على أهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة بها، والوسائل المتّبعة لعلاجها.
أسباب جلطة العين
ليس هناك سببٌ محددٌ للإصابة بجلطة العين، ولكن كطبيعة أي جلطة تصيب الجسم، توجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد خطر تكوين الجلطات، ومن ثم انتقال هذه الجلطة عبر الأوعية الدموية حتى تستقر في أوردة أو شرايين الشبكية، فتظهر الأعراض التي ذكرناها لكم سابقًا. ومن أهم العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بجلطة العين:
- مرض تصلب الشرايين.
- مشكلات القلب التي تتسبب في تكوين الجلطات، ومن ثم انتقالها إلى العين.
- التدخين، لتسببه في ضعف الأوعية الدموية.
- تأثير بعض أنواع حبوب منع الحمل (تأثير نادر).
- فيروس الكورونا، إذ أكد بعض الأطباء أن تجلط الدم كان من أحد مضاعفات فيروس كورونا.
- الإصابة بمرض المياه الزرقاء في العين.
- مرض السكّري، الذي يتسبب أيضًا في ضعف الأوعية الدموية في العين.
- التهاب الشبكية.
كانت تلك عوامل و اسباب جلطة العين، أما العلاج فنستعرضه خلال السطور القادمة.
طرق علاج جلطة العين
تتحدد طريقة علاج جلطة العين بناءًا على تحديد سبب الجلطة ونوعها، وما إذا أصابت الشرايين المغذية للشبكية أم الأوردة، وما إذا كانت الجلطة تكونت في الشريان أو الوريد الرئيس أم في الأوعية الدموية الفرعية، ويكون ذلك بعد تشخيص المريض تشخيصًا جيدًا.
تشخيص جلطة العين
تشخّص جلطة العين عبر الوسائل التالية:
- فحص قاع العين التقليدي بعد وضع القطرة الموسّعة لحدقة العين.
- تصوير الشبكية بالفلورسين.
- التصوير المقطعي للشبكية، وغالبًا يستخدم ذلك الفحص في حالة الإصابة بجلطة وريد الشبكية.
الطرق المتّبعة لعلاج جلطة العين في الشريان المغذي للشبكية
- إن الإجراء الأوّلي لعلاج جلطة شريان الشبكية يهدف إلى تحريك الجلطة من مكانها لإعادة التدفق الدموي إلى الشبكية مرة أخرى، عبر خفض ضغط العين.
- ويصف الأطباء لمرضى جلطة العين قطرات تعمل على خفض ضغط العين، أو قد يعتمدون على إجراء بسيط يهدف إلى تصريف سوائل الخزانة الأمامية عبر ثقب دقيق للغاية بجوار القرنية، حتى يتّسع قطر الشريان وتتحرك الجلطة، وقد يتبع ذلك الإجراء -أو يُستبدل- بتدليك العين بطريقة معينة حتى تتحرك الجلطة من مكانها.
- ويلي ذلك الإجراء وصف أدوية لإذابة الجلطات، وينصح طبيب العيون مريضه بالمتابعة مع طبيب القلب والأوعية الدموية.
الطرق المتّبعة لعلاج جلطة العين في وريد الشبكية
يستغرق علاج انسداد وريد الشبكية وقتًا أطول من علاج جلطة الشريان، لأنه يهدف إلى علاج المسببات الرئيسة للمشكلة، عن طريق ضبط ضغط العين، وضغط الدم، ومستوى السكّر في الدم. وقد يتبع هذا الإجراء حقن العين بالأدوية لعلاج ارتشاح الشبكية الذي قد ينتج عن هذه الجلطة.
وفي النهاية، يؤكد الدكتور إيهاب عبد العزيز ضرورة اللجوء إلى الطبيب فور ظهور أي من الأعراض التي ذكرناها سابقًا لتشخيص المريض ومعرفة اسباب جلطة العين وعلاجها قبل أن تتلف أنسجة الشبكية أو يتضرر العصب البصري.. ويتعرض المريض لخطر فقدان البصر التام.