النظر إلى العيون أهم لغة للتواصل مع المحيطين بنا.. من خلالها يمكن فهم ما يدور بأذهانهم، ويمكننا استشفاف بعض ما يعانونه من أمراض أيضًا. لطالما عُرفت العين على أنها مرآة الجسم التي ينعكس عليها الكثير من أمراضه، لا سيما إن كان الأمر متعلقًا بأمراض الأوعية الدموية ومعدل تدفق الدم داخل الشرايين والأوردة التي يعزي إليها مختلف أنواع النزيف في العين.
في المقال التالي سنتعرف على الأنواع المختلفة لنزيف العين وأسباب كل منها، والوسيلة الطبية المناسبة للعلاج إن لزم الأمر.

العلاقة بين أمراض الأوعية الدموية وبعض أنواع النزيف في العين

في عام 2013 نُشرت إحدى الدراسات تضمنت المُضاعفات المحتملة للإصابة بمرض السكري المزمن على العين، والتي من بينها احتمالية نمو أوعية دموية غير طبيعية وغير مكتملة تُرشح ما بها من سوائل داخل النسيج الشبكي.

يتسبب ارتشاح تلك الأوعية في تشوش الرؤية وعدم وضوحها، وقد أطلق الأطباء على وجود نزيف في شبكية العين والمُضاعفات المترتبة عليه “اعتلال الشبكية السكري” . يمكن علاج نزيف العين لمرضى السكر عن طريق حقن الشبكية بمواد تمنع تراكمات الدم والسوائل في الشبكية، وتوقف تكوين المزيد من هذه الأوعية الدموية الضعيفة.

العلاقة بين معدل تدفق الدم داخل الأوعية والإصابة بنزيف العين

في عام 2017 نُشرت إحدى الدراسات التي نصت على مُساهمة بعض الأدوية الموصوفة لتخثر الدم في زيادة خطر الإصابة ببعض انواع نزيف العين. تُستخدم هذه الأدوية في علاج الجلطات الدموية أو الوقاية منها، وتشمل:

  • الوارفارين (كومادين ، جانتوفين).
  • دابيغاتران (براداكسا).
  • ريفاروكسابان (زارلتو).
  • الهيبارين.

يمكن للأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) أن تَزيد من مخاطر الإصابة أيضًا.

اقرأ أيضاً: أسباب نزيف العين.

أشكال وأنماط أخرى لنزيف الأوعية الدموية في العين

تُصنف أنواع النزيف في العين وفقًا لمنطقة التجمع الدموي من الأنسجة، وذلك على النحو التالي:

نزيف الملتحمة

يُعد نزيف الأوعية الدموية الممتدة في نسيج الملتحمة النوع الأكثر شيوعًا من بين أنواع النزيف في العين، ويظهر بوضوح على هيئة تجمع دموي في صلبة العين (المنطقة البيضاء من العين) أو في صورة شعيرات دموية شديدة الاحمرار تزداد كثافتها بمرور الوقت وتطور الإصابة.
تحدث الإصابة بنزيف الملتحمة نتيجة تسرب أو انفجار أحد الشعيرات الدموية تحت نسيج الملتحمة مباشرةً، الأمر الذي يؤدي إلى احتباس الدماء داخلها. وعلى الرغم من وضوح النزيف إلا أنه عادةً لا يُسبب الشعور بالألم أو تشوش الرؤية.

نزيف الحجرة الأمامية

وهو أقل شيوعًا من نزيف القزحية وينجم عن تراكم الدم بين أنسجة القزحية وبؤبؤ العين والقرنية، وتكثر الإصابة به بين مرضى السكري نتيجة تكون الأوعية الدموية غير الطبيعية وترشيحها للدم المتدفق خلالها، كما يحدث في حال الاعتلال الشبكي لكن هذه المرة داخل أنسجة العين الخارجية (الأمامية).

نزيف السائل الزجاجي في العين

يفصل الجسم الزجاجي بين العدسة وشبكية العين، ويتكون من 99٪ ماء. المتبقي هو الكولاجين وحمض الهيالورونيك مما يجعله شبه صلب، وتنتج الرؤية من مرور الأشعة الضوئية عبر الجسم الزجاجي الشفاف لتشكيل صورة واضحة على شبكية العين.
يتسبب النزيف الزجاجي في وجود دم داخل السائل الهلامي للجسم الزجاجي. في حال وجود كمية صغيرة من الدم فقد تتسبب في تشوش الرؤية. بينما إذا تراكمت كميات كبيرة منه فقد تؤدي إلى فقدان الرؤية بصورة شبه كاملة.

طرق التعامل مع مختلف أنواع النزيف في العين

تختلف الخطة العلاجية التي يتبعها الأطباء في علاج نزيف العين وفقًا لنوعية النزيف وتطور الحالة. عادةً ما تزول أعراض نزيف القزحية من تلقاء نفسها بمرور أيام ولا تحتاج إلى الرعاية الطبية، على عكس نزيف الحجرة الأمامية الذي يحتاج إلى أيام متواصلة من العلاج.
يمكن علاج نزيف العين في الحجرة الأمامية من خلال معالجة السبب الرئيسي للإصابة -في حال أن كان ناتجًا عن مرض مزمن ما، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري- إلى جانب بعض القطرات العينية.

وقد تحتاج الحالات الأكثر تطورًا من نزيف العين إلى التدخل الجراحي، ومنها حالات نزيف شبكية العين، وذلك للتخلص من الأوعية الدموية التالفة والدم المتراكم أمام الشبكية وداخلها. يُسهم تلقي الرعاية الطبية المناسبة في مرحلة مبكرة من الإصابة (أي فور ظهور أعراض الإصابة) في التخلص من مختلف أنواع النزيف في العين دون أن تُخلّف الإصابة أضرارًا دائمة على حدة النظر وقوة الإبصار. لذا ننصحك باستشارة الطبيب المتخصص في حال ملاحظة مشكلة ما في الرؤية أو ظهور بقع حمراء في صلبة العين.