تخيل أنك تنظر إلى العالم من خلال زجاج مكسور، يُظهر كل شيء ضبابيًا وغير واضحًا، هذا ما يُعانيه المُصاب بانحراف النظر (الاستجماتيزم). 

يُعدّ انحراف النظر أحد عيوب الإبصار الانكسارية الشائعة التي تؤثر سلبًا في الأداء اليومي للأفراد، من العمل والدراسة وحتى قيادة السيارة ليلًا، وقد يتفاقم الوضع أحيانًا لدرجة تُعيقهم عن الاستمتاع بحياتهم.

فما أسباب انحراف النظر؟ وما وسائل علاجه؟ وهل يُمكن الوقاية منه؟ نتعرف إلى إجابات هذه الأسئلة تفصيلًا خلال سطور مقالنا اليوم. 

ما أنواع انحراف النظر (الاستجماتيزم)؟

تعمل أجزاء العين معًا لتركيز الأشعة الضوئية على الشبكية في نقطة واحدة كي يُرسلها العصب البصري إلى المخ لتُترجَم فيرى الفرد الأشياء واضحة من حوله، لكن في حالة الإصابة بالاستجماتيزم لا تتركز تلك الأشعة بصورة صحيحة على الشبكية.

 

وذلك يرجع إلى تغيُّر شكل سطح القرنية (الطبقة الشفافة التي تغطي الجزء الأمامي من العين) أو العدسة من الشكل المستدير إلى البيضاوي نتيجة ضعف أحد محاورها، وهو ما يؤدي إلى انكسار الضوء في نقاط مُتعددة وبطريقة غير منتظمة على شبكية العين مُسببًا تشوشًا في الرؤية على جميع المسافات. 

ويُصنف انحراف النظر إلى عدّة أنواع بناءًا على بعض العوامل، أهمها: 

موقع الخلل

  • استجماتيزم قرني: يحدث نتيجة عدم انتظام سطح القرنية. 
  • استجماتيزم عدسي: يحدث بسبب شكل العدسة غير المنتظم، وعادةً ما ينجم عن الإصابة بمرض المياه البيضاء (إعتام عدسة العين)، ففي هذه الحالة تكون العدسة مُعتمة مما يمنعها من تركيز الضوء بصورة صحيحة على الشبكية.

اتجاه انحناء القرنية

  • الاستجماتيزم المنتظم: يُعدّ النوع الأكثر شيوعًا من أنواع الاستجماتيزم، وهو ينتج من ضعف أحد محاور القرنية، ولكنّ سطح هذه الطبقة -أي القرنية- يكون مستويًا.
  • الاستجماتيزم غير المنتظم: ينجم هذا النوع من الاستجماتيزم عن وجود تعرج في سطح القرنية، وغالبًا تشيع الإصابة به بين مرضى القرنية المخروطية.

وينبغي العلم أن مشكلة الاستجماتيزم غالبًا ما تُصاحب عيوب الإبصار الأخرى، كطول النظر أو قصر النظر.

هل يُسبب الإفراط في استخدام الشاشات الإلكترونية انحراف النظر؟ 

قد يُسبب الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية إجهاد العين وجفافها، لكنه لا يؤدي إلى الإصابة بانحراف النظر، فتلك الحالة -كما ذكرنا مُسبقًا- تنجم عن تغيّر في شكل سطح قرنية العين أو عدستها. 

أعراض انحراف النظر لا تقتصر على ضبابية الرؤية

تُعدّ ضبابية الرؤية العرض الأكثر شيوعًا لانحراف النظر، لكنها ليست العَرض الوحيد، فثمة أعراض أخرى تصاحب مشكلة انحراف النظر، مثل:

  • الصداع. 
  • إجهاد العين.
  • التحديق كثيرًا لرؤية الأشياء بوضوح.
  • رؤية هالات حول الأضواء الساطعة. 
  • صعوبة الرؤية ليلًا.

وقد تختلف شدة هذه الأعراض من شخص لآخر تبعًا لنوع الاستجماتيزم ومدى تقدّمه. 

اقرا ايضا عن: عملية تصحيح النظر بالليزر

متى يتوقف انحراف النظر عن التقدُّم؟

قد يتوقف انحراف النظر عن التقدّم فلا تتطور درجته ببلوغ سن الـ 25 عامًا تقريبًا، لكنه -في بعض الحالات- قد يتفاقم نتيجة تغيّر سطح القرنية مع التقدم في العمر، وهو ما يؤدي إلى زيادة حدة الأعراض.

متى يكون انحراف النظر خطير؟

يُشكل انحراف النظر خطورة إذا تُرك دونَ علاج فترات طويلة، فقد يُسبب كسل العين إذا كان في عين واحدة فقط، أو كانت درجته في إحدى العينين أعلى من العين الأخرى، لهذا ينبغي الذهاب إلى الطبيب فور ظهور أعراضه حفاظًا على مستوى الرؤية.   

كيفية تشخيص انحراف النظر 

يسمح التشخيص الدقيق بتحديد مدى شدة انحراف النظر، ما يُسهم في تحديد العلاج المناسب لكل مريض بدقة، ومن أهم الفحوصات المستخدمة في تشخيص هذه الحالة: 

  • فحص حدة البصر. 
  • فحص الانكسار.

 

ما وسائل علاج انحراف النظر (الاستجماتيزم)؟

عادةً لا يحتاج انحراف النظر الطفيف إلى علاج، لكن إذا زاد فبدأ يؤثر سلبًا في مستوى الرؤية حينئذٍ يجب علاجه بإحدى الوسائل التالية: 

 

النظارات الطبية والعدسات اللاصقة 

تُعدّ النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة الخيار الأكثر شيوعًا لعلاج الاستجماتيزم الخفيف والمتوسط، إذ تعمل العدسات الطبية على تصحيح طريقة انكسار الضوء على العين ليتركز في نقطة محددة على الشبكية، ما يُمكّن المريض من الرؤية بوضوح. 

 

وقد يحتاج المُريض إلى فترة قد تصل إلى أسبوع تقريبًا حتى تعتاد عينه على الرؤية من خلال النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة. 

عمليات تصحيح الإبصار

يلجأ الطبيب إلى جراحات تصحيح النظر إذا كان الاستجماتيزم شديدًا، وتشمل تلك الجراحات إجراءات متنوعة يختار الطبيب أفضلها لكل مريض على حدة تبعًا لنتائج فحوصاته.

 

وتتضمن تلك الجراحات ما يلي: 

  • الليزك التقليدي. 
  • الفيمتو سمايل. 
  • الفيمتو ليزك.
  • الليزك السطحي.

 

تُسهم هذه الجراحات في علاج الاستجماتيزم وعيوب الإبصار الانكسارية، ما يُغني المريض عن الحاجة إلى ارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة بعدها. 

 

هل يُمكن الوقاية من انحراف النظر؟ 

يصعب الوقاية من انحراف النظر، خاصةً إذا كان ناجمًا عن بعض العوامل الوراثية أو التغييرات الطبيعية التي تحدث في العين مع التقدم في العمر، لكن يُمكن اكتشافه وعلاجه مُبكرًا قبل تفاقمه من خلال إجراء فحوصات العين بانتظام. 

 

ويختلف المعدل المطلوب لإجراء الفحوصات الدورية للعين تبعًا لعُمر المريض، إذ يُوصى بإجراء الفحص كل 5-10 شهور للأشخاص دون سن الأربعين، وكل سنتين إلى 4 سنوات لمَن هم بين عمر 40 و54 عامًا، وكل سنة إلى 3 سنوات لمن تخطت أعمارهم الـ 55 عامًا.

 

 ينبغي لك -عزيزي القارئ- التوجه إلى الطبيب العيون المختص فور مُعاناتك أعراض انحراف النظر (الاستجماتيزم) السابق ذكرها للحصول على التشخيص السليم مُبكرًا، وبدء رحلة العلاج بالاعتماد على الوسيلة العلاجية التي يُحددها لك الطبيب وفقًا لحالتك، حتى تستعيد قدرتك على الرؤية بوضوح. 

 

إذا كنت تشكو أي مشكلات في الرؤية، فاحجز استشارتك الآن مع الدكتور إيهاب عبد العزيز -استشاري طب وجراحة العيون- عبر الاتصال بالأرقام الموضحة أدناه في موقعنا الإلكتروني.